Sponserd Ads

Sponserd Ads

افضل طريقة للتشجيع وعدم الكسل

افضل طريقة للتشجيع وعدم الكسل

 

لو اعتبرنا الحياة عبارة عن مثلث أضلاعه هي “الدراسة – العمل- العائلة” وأن الرقم 7 هو رقم سحري جدا .. فسؤالي لك سيكون: هل تعلم ما هي الـ 7 قوانين الحاكمة لكل حياتك؛ حاكمة بكل ما تحمله الكلمة من معني؟

 

في الحياة هناك مواقف تتكرر علي شكل حلقات؛ دوائر مفرغة تمر بها حياتنا كل أيام أو أسابيع أو شهور أو سنوات معينة وللأسف نقع فريسة لها… كذلك هنالك قوانين نمر عليها وهي التي تحكم هذه الحياة؛ ساعات نأخد بالنا منها وأوقات كثيرة لا نلاحظها برغم أن تكرارها قد يكون شبه دوري! ..
هذه القوانين قمت بـ جمعها تحت مسمي”القوانين السبعة الحاكمة” ؛ لأنها ببساطة هي التي تحكم الحياة؛ حياتك عبارة عن فترات كل فترة ستجد نفسك واقفة داخل أحد هذه القوانين؛ هي التي تملك زمام الفترة وتسيطر عليها.. لذا تعالي معي أعرفك عليها ..
وأثق تماما أنك ستجد نفسك قد مررت بها كثيرا؛ وقد ينتابك الدهشة: كيف لم أنتبه عليها؟! ..


(1) قانون الجهود المهدورة:
مشاهد الافتراس التي تراها للأسد عندما يمسك بذلك الغزال الضعيف سبقتها حوالي 80% من المحاولات الفاشلة في افتراس حيوانات أخرى، وأن الأسد ينجح فقط في ما يقارب 20% من محاولات الافتراس تلك.
ومع هذه النسبة الضئيلة – التي تشاركه فيها معظم الحيوانات في الغابة – إلا أنه من المستحيل أن ييأس أو يقف عن المطاردة …
والسبب الرئيسي في ذلك لا يرجع فقط للجوع كما قد يظن البعض …
بل لأن الحيوانات مبنية غريزيا على استيعاب قانون الجهود المهدرة وهو القانون الذي تعمل به الطبيعة كلها … فعلى سبيل المثال:
غالبية مياه الأمطار تسقط في البحار المالحة والقليل منها فقط يصب في الأنهار والأبار.
كما أن أغلب بيض الأسماك يتم التهامها قبل أن تفقس …
ومعظم بذور الأشجار تأكلها العصافير …
كل هذه الظواهر تقع تحت مسمى قانون الجهود المهدرة، أي أن جميع المخلوقات لا تكف عن المحاولة؛ تفشل كثيرا لكنها تصل في النهاية إلي الهدف.
ومن أكبر الأمثلة علي هذا القانون في حياة الإنسان هي: أنه عندما تستعد لاجتياز اختبار ما فإنك تقوم بـمذاكرة كل فصول الكتاب؛ برغم أنك تعلم أن الاختبار سيكون في بعض الفصول فقط؛ أي أن الكثير من الجهد مهدور في هذه الحالة… لكنك في نفس الوقت تعلم أنك لن تجتاز الامتحان إلا ببذل هذا الجهد المهدور!..

Sponserd Ads

قِس علي ذلك التقدم للخطبة والزواج؛ البحث عن عمل؛ تكوين شركات أو اقتصاد وكافة جوانب الحياة العملية !

المشكلة تكمن في الإنسان ذاته والذي لا يريد أن يتقبل هذا القانون في حياته ويتعامل معه بالشكل الصحيح!
وأنه حين يقوم بجهد كبير للوصول إلي أحد أهدافه؛ ويفشل مرات؛ سرعان ما يتوقف عن المحاولة وهذا هو الخطأ الكبير الذي يقع فيه، إذ عليه أن يعلم أن قانون الجهود المهدرة شيء رئيسي في هذه الحياة وأن:
الفشل الوحيد هو “التوقف عن المحاولة” فـ النجاح ليس أن يكون لديك سيرة حياة خالية من العثرات والسقطات … بل النجاح هو أن تمشي على أخطائك

(2) تأثير دانينغ-كروجر … تأثير المحتال

في سنة 1995 تم القبض علي لص أمريكي اسمه “ماك آرثر ويلر” وهو يحاول سرقة بنك في وضح النهار ..! وعندما حققت معه الشرطة سألوه لماذا ارتكبت الجريمة في هذا الوقت ومن دون أي وسيلة تنكُّر ..؟!
اندهش آرثر وانهار وهو يصرخ أنه كان متنكرًاا
فاضطرت الشرطة أن تواجهه بفيديوهات كاميرات المراقبة التي أظهرته وهو بدون أي قناع .. فـ أجاب “ماك آرثر” بكل ثقة وأريحية بأنه كان يدهن وجهه بعصير الليمون لاعتقاده أنه مثل الحبر السري وأنه سيمنع التعرف على ملامحه أو أن ترصده كاميرات المراقبة
هذه الحادثة المضحكة… ألهمت العالمان النفسيان “دانينغ و كروجر” لإطلاق النظرية النفسية الشهيرة والتي سميت بـ (تأثير دانينغ وكروجر Dunning–Kruger effect)..
الاثنان بعد هذه الحادثة؛ قاما بعمل اختبار لطيف وهو أنهم جمعوا بعض الأشخاص لاختبار منطقهم؛ قواعدهم اللغوية؛ وحس الدعابة لديهم…. يسألوهم قبل الاختبار ثم يخضعونهم للفحص للتأكد هل الكلام مطابق للنتائج؟!
لكنهم خرجوا بـ تحليل مثير للغاية: إذ وجدوا أن الأشخاص الذين كانت نتائجهم قليلة جدا قد قيّموا مهاراتهم أعلى بكثير من الحد المتوسط. على سبيل المثال: فإن الأشخاص الذين كانت نتيجتهم 12% كان متوسط تقييمهم لمهاراتهم نحو 62%.. مبالغة كبيرة في تقدير الذات!!!
ووضعوا لنا هذا المنحني الذي حصد جائزة نوبل مستحقة

  • في البداية أنت شخص جـاهل ذو معرفة محدودة جدًا لكن ثقتك عالية بشكل كبير حتي تصل لقمة الغباء Peak Of Stupidity
  • بمرور الوقت؛ تشعر بغبائك.. فتنهـار ثقتك في نفسـك تدريجيًا مع وجود المعرفة من حولك؛ حتي تصل لقــاع الشك أو اليأس ، أو الـ Valley of Despair ..
  • حينها تسعي للمعرفة بشكل أكبر، فتبدأ بالتعلم و القراءة والفهم، حتي يزيد وعيك فـ ثقتك بنفسك تدريجيًا مرة أخرى، لكنها مقرونة هنا بالمعرفة وليس جهل البداية..
  • ثم مرحلة التنويـر ( Slope Of Enlightenment )، المنطقة الوسطى التي تجعلك أكثر حكمة Wisdom ، وهدوءًا ووعيًا، و تكسبك القدرة على التمييز بين المفيد والفارغ ..
  • وتظل هكذا حتي تصل لمنطقة تظل فيها مستمرا في تحصيل المعرفة Plateau of sustainability ، وبالتالي زيادة ثقتك بنفسك أكثر فتصل لمرحلة الـ نابغة أو الخبير .. وحينها يصبح عندك وعي كاف بأنك واع، ووعي كاف بذكاء وغباء الآخرين، حيث أنك قادر على أن تعرف نفسك إلي أي طرف تنتمي .. ثقتك في نفسك تكون عالية ، ( لكن تكون أقل من ثقـة الجاهل بنفسه ).

لو أردنا تلخيص النظرية فستكون:
“أن الأشخاص متدني الذكاء وقليلي الكفاءة (غير المؤهلين) واثقين من قدراتهم الضعيفة لأقصي حد ولديهم ميل للمبالغة في تقدير ذواتهم أو مهاراتهم؛ كذلك يبالغون في معرفتهم بشكل يجعلها تبدو أكبر مما هي عليه في الحقيقة… الأمر لا يقتصر فقط على وصولهم إلى استنتاجاتٍ خاطئة وارتكابهم أخطاء مؤسفة فحسب، ولكن عدم كفاءتهم تمنعهم من إدراك ذلك أيضًا؛ أنهم يرتكبون حماقة”

لو فكرت للحظة ستجد ان كلامهم منطقي جدًا إلي حد مخيف؛ لدرجة أن هذه النوعية من البشر متفشية في كل مكان حولنا:
صديقك الذي يري نفسه أنه عبقري وأفهم من الكل!.. شخص يفتي في أي شئ وكل شئ بغير علم!..
مدير شركة لا يري فيها سوي نفسه فقط..
رئيس دولة يظن أنه نابغة في كافة المجالات؛ والأفهم والأجدر والأحسن.. وأن قراراته لا يأتيها الباطل!

في نفس اللحظة تجد كثيرا من الموهوبين والأذكياء يعانون من وساوس وشكوك وأحاسيس سخيفة بأنهم لا يستحقون النجاح الذي وصلوا إليه ودائما خائفين أن ينكشف أمرهم في أي وقت ويظن الناس أنهم محتالين على الرغم من وجود أدلة خارجية على كفاءتهم!..
ويطلق علي هذه الظاهرة متلازمة المحتال أو ” impostor syndrome ”
وفيها يعزو الأفراد المصابون بالاحتيالية نجاحهم إلى الحظ أو أنهم يضللون الآخرين حتي يجعلونهم يعتقدون بأنهم أكثر ذكاءً مما يعتبرون أنفسهم عليه.. “أي أن الآخرين يبالغون في تقدير ذكائهم وقدراتهم ببساطة”

“إذن فـ سوء تقدير الشخص المنخفض الكفاءة ينبع من خطأ في رؤية الذات “وهم المعرفة”، في حين أن سوء تقدير الشخص ذوي الكفاءة العالية ينبع من خطأ في رؤية الآخرين “أنهم يرونهم أذكياء وهم ليسوا كذلك؛ الشك””

وللنوع الأول “دانينغ كروجر” ينصح أن يلعبوا دور محامي الشيطان devil’s advocates؛ أي المجادل؛ بمعني أن يلجأوا لاختبار الطريقة التي يخطئون بها أو علي الأقل الذهاب لشخص واحد صديق أو قريب من أجل النصيحة أو النقد حتي تتضح الأمور المجهولة لديهم!
“مشكلة العالم أن الأغبياء والمتشددين واثقون بأنفسهم أشد الثقة دائما، أما الحكماء فـ تملؤهم الشكوك ..!”

تأثير دانينغ-كروجر – ويكيبيديا

(3) عدم الاتساق..

حتي تفهم آلية عدم الاتساق؛ دعني أوضح لك أمرا ما: في البداية يكون هناك “فعل” ثم مع ممارسة الفعل كثيرا يتحول إلي “عادة” – تحتاج لأن تداوم علي الفعل لفترة ما بين من 18 إلي 254 يوما لتتحول إلي عادة أو لتتخلص منها – ومع المداومة علي العادة؛ تتحول إلي “إدمان!”
مشكلة البعض أنه لا يفهم حقًا عن الإدمان أنه عندما يتحول من “عادة” إلى “إدمان” يصبح غير مرتبط بمسبباته الأولية.. بمعني؟!

أنت في البداية (بداية الفعل) تكون مدفوعًا بالشهوة، بالقلق، بالتوتر، بالاكتئاب وقبلهم بالفراغ..
ثم تقع في عادة ما، فإذا وجدت أثرها الحسن (مراكز المكافأة في العقل تفرز الدوبامين بكثرة كـ مكافئة لك؛ فتشعر بالنشوة)، صرت تكررها عند كل “مأزق”؛ وتهرب إليها مع كل ضغط في العالم الخارجي للتنفيث عنك!
ثم تتحول إلى إدمان، وبمرور الوقت تبدأ تكتشف كم كان هذا سيئًا، وكم سلبت منك حياتك، وكم صارت هي المتحكمة فيك لا أنت المتحكم بها..
فتجد مستواك يقل؛ يتراجع في كل شئ حتي علي المستوي الاجتماعي والنفسي والعملي..
وعندها: نبدأ بالصراخ، بدلًا من الاستمتاع، بالشكوى بدلا من الراحة، باستشعار الألم النفسي وربما العضوي! فتريد التوقف والامتناع بكافة الطرق لكنك لا تستطيع! .. قبل أن تصل لـ “نقطة الكسر”: وهي طالما أنني حاولت بشتي الطرق ولم أستطع التوقف؛ فلماذا لا أستمتع أو أعتبره أمرا عاديا!
ذلك هو فخ”الإدمان” الذي يقع الغالبية فيه..

الفكرة أنه بعد كل “فعل” يبدأ الإنسان في الشعور بـ ضيق وتأنيب ضمير؛ وكسر اطمئنان النفس..
ومن هنا يظهر مبدأ “عدم الاتساق”: ومعناه أن يشعر الإنسان أن أفعاله لا تتناسق مع معاييره الأخلاقية التي يشهد له الناس بها!
لذلك مهما مدحك الناس وأظهروا لك الاحترام وربما نعتوك بـ الخلوق المتدين؛ أنت بداخلك تعرف أنك لست كذلك؛ وأنك تنتهك حرمات الله ربنا؛ وغير راضٍ عن نفسك… ومن هنا يظهر الاكتئاب والحزن والضيق فـ أفعالك لا تتسق وأخلاقك التي تُظهرها للناس ..
الأمر لا يقتصر علي إدمان المخدرات أو غلق الغرفة ومشاهدة المقاطع؛ وإنما حتي كذب اللسان أو تعويد لسانك علي الاغتياب وغيرهم..
“كل شئ في هذه الدنيا خلقه الله بقدر؛ والله عز وجل لم يضع الخطأ إلا ووضع له عقابه؛ سواء كان متمثلا في عقاب بشري؛ عقوبة يتم تطبيقها عليك .. أو عقاب نفسي وجسدي؛ قلة راحة قلة ثقة بالجميع توتر خوف مرض؛ أنت الآن تستمتع وبعد وقت جسدك صدقني حتما سيرد عليك؛ ويقلب متعتك ألما” …. إذن ما الحل:
1- حين تغلق علي نفسك الباب؛ وتبدأ في فعل ما تريد.. أنت تنظر يمين وشمال وفي كل الاتجاهات كي لا يراك أحد؛ وحتي تسكت ضميرك الذي يصرخ.. ولكنك للأسف تنسي أن تنظر لأعلي..
2- عزل الذنب في حدوده؛ فـ لا يتعداها ليفسد حياتنا.. للأسف بعد نقطة الكسر يبدأ الانسان في الشعور بأنه لا عودة فيُقعده الذنب عن الطاعة والعمل! برغم أن المطلوب أنه كلما زادت ذنوبنا تزداد طاعتنا لا العكس .. فعلت ذنب سأستغفر أمامه ألف مرة؛ معصية = صوم وصلاة وتعبّد وخشوع
3- إدراك أن التخلص من الإدمان ليس لحظيا بل كما بنيت العادة في وقت؛ ستحتاج لوقت حتي تتخلص منها.. وهنا قد تفيدك النقطة الخامسة “التفوق البسيط”

(4) معضلة الاختيار “عاوز تحيّره خيّره!”
إذا سألتك هل حقا الحرية أو السعادة ترتبط بـ وجود مجموعة من البدائل أو الاختيارات؛ نختار من بينها الأفضل لنا!؟
لتفهم الإجابة أكثر:
سنة 2000 باحثين في علم النفس والاجتماع أجروا تجربة طريفة في ولاية كاليفورنيا في أمريكا. التجربة كانت ببساطة أنهم ذهبوا لـ سوبر ماركت وعند الرفوف التي تحتوي علي علب المربى قاموا بوضع أنواع كتيرة وبعد بضع ساعات أزالوا هذه الأنواع؛ ثم تركوا 6 أنواع مربى فقط .. ثم انتظروا لنهاية اليوم ليخرجوا علينا باكتشاف مثير:

إقبال الناس علي الرف الذي كان يحوي الكثير من أنواع المربي كان كبير جدا؛ لكن نسبة الشراء كانت 3% فقط …
في حين أن الرف الممتلئ بـ 6 أنواع فقط كان الإقبال عليه قليل؛ ولكن نسبة الشراء تخطت فيه 30% !
الناس من كثرة المربي؛ انبهروا لكنهم قرروا أنهم لن يشتروا أبدًا! هذه التجربة تُعرف “The Jam Experiment تجربة المربي” وتستخدم في علم النفس للإشارة إلي أن الخيارات الكثيرة يكون لها الكثير من العيوب:

1- عجز الاختيار:
وهو أنه من كثرة الخيارات المتوفرة أمامك تجد نفسك أنك لا تختار أبدا!
طالب عائد من المدرسة لديه واجب كيمياء ومذاكرة فيزياء؛ وامتحان رياضيات ودروس عربي… تجده يقوم بترك هذا كله ويشاهد أحلي عالم عالم mbc3!
الفتاة الجميلة التي تقدّم لها الكثير من العرسان تجدها مشتتة وربما ينتهي بها المطاف بألا تتزوج؛ في حين صديقتها التي تقدم لها شخص واحد فقط ووافقت عليه؛ تجدها أكثر سعادة منها ورضا وانبساط!

2- تكلفة الفرصة البديلة:
للأسف الخيارات البديلة تجعلك تري مزايا الأشياء التي تركتها حتي ولو كانت قليلة؛ وتفقدك متعتك بالأشياء التي لديك حاليا..
وأفضل مثال علي هذا هو فكرة التسوق عبر الانترنت أو وسائل التواصل الاجتماعي: لنتخيل أنك قررت شراء هاتف؛ تفتح إحدي المواقع فتجد آلاف الخيارات؛ هذا شئ جميل لكنه للأسف يأتي ومعه أزمة التشتت التي يعيشها أغلب جيلنا بالوقت الحالي: هل يا ترى الهاتف الذي اخترته بعد أن شاهدت الـ 743985 كلهم هو الاختيار الأنسب؟! أم أنك ستظل تفكر في الخيارات التي تركتها والتي من الممكن أن تكون أفضل!
لتقريب الصورة أكثر”مجرد تخيُّل ها تخيُّل” : فـ هو أشبه باللحظة التي يدخل فيها العريس قاعة فرحه ليتفاجئ بـ صديقات العروس ويفتح فمه باتساعه؛ وحينها يشعر بأنه تسرّع!
فتجد نفسك لا عارف كيف تستمتع بالحاجة التي لديك؛ ولا عارف كيف تصل لكل الاختيارات الأخرى المتاحة، وهو fear of missing out في أبهى صوره!.

3- رفع سقف الطموحات:
للأسف الخيارات الكثيرة ترفع من طموحاتك لدرجة أنك تجد أنه لا يوجد اختيار يبهرك فيهم!؛ وبالتالي تقلل من انبهاراتك أو مستوي المفاجأة! اللهم إلا لو أتت الحاجة مثلما توقعت
قارن فرحتك قديما بـ لعبة فردية مثل crash و resident evil علي البلايستيشن 1 وجودتها؛ ومئات الألعاب علي البلايستيشن 4 و 5 حاليا! .. بين موبايل النوكيا القديم ومزاياه المحدودة ولعبة الثعبان مع موبايل آبل الآن الذي أصبح بمثابة حاسب محمول؛ مطلق الإمكانيات وستجد أن فرحتك الأولي كانت أفضل وأعلي!
فلو أخبرتك أن الهاتف الجديد به 16 جيجا رام وذاكرة داخلية 8 تيرا وطاولات بلياردو وبينج بونج وغيرهم!!؛ ستسأل أين البروجكتور؟! ولو كان به بروجكتور؛ ستسأل وأين الهولوجرام!

سنة 2004 عالم النفس باري شوارتز؛ طرح في كتابه الأهم “مفارقة الاختيار The Paradox of Choice”؛ موضوع مهم جدا وهو أنه كيف تعمل النظم الرأسمالية على إغراق المستهلك الغلبان بكم هائل من الاختيارات المتنوعة حتي تضمن استهلاكه وبقائه بأقصي
ووضّح أن ذلك للأسف يُسبب نتيجة عكسية؛ لأن المستهلك يصيبه ما يُسمى بشلل الاختيار choice paralysis والسبب فيه أن المستهلك يكون أمام خيارات مهولة وبالتالي يشعر بمسئولية اختيار المنتج الأفضل والأنسب فيُضيّع وقت أطول في عملية المفاضلة التي في الأغلب يتوه في منتصفها
فيظل الخوف من الخطأ يلازمه طول الوقت وحاسس بالعجز؛ لأنه غير قادر علي أن يجرب كل الأنواع الأخري التي لن يخترها والتي من الممكن أن تكون أنسب له!

هناك أناس بدأوا في الظهور والتشكيك بـ نظرية المربي وكذلك كتاب شوارتز؛ بحجة أن لو كان هذا صحيحا والاقبال علي الشراء يقل؛ فلماذا تظل الشركات الكبري تغرق السوق ببضائعها؟!

ربما هذا واقعي فعلا؛ فربما إقبالنا علي استهلاك السلع يزداد ولكن سعادتنا أو قدرتنا علي الاستمتاع بها يقل للأسف!
كم مرة قررت أن تبدأ في كورس أو شهادة؛ وظللت تقارن بين هذا وذاك؛ وجميعهم يوعدونك بمستقبل مشرق وفرصة أفضل … فتغلق ولا تكمل!
كم مرة حاولت أن تشاهد فيلما فتجد 1000 غيره قد ظهروا! والجميع يعلن عبر المنصات أنهم يشاهدونهم؛ فتجد نفسك تترك ما تشاهده أو تُسرع من مشاهدته حتي تلحق لتري ما يتحدث عنه الناس!
ودائما نلوم أنفسنا علي اختيارتنا!
في النهاية نجد أنفسنا نجري كي نلبي احتياجات ليست عندنا أصلًا؛ ونستهلك أكثر من مقدورنا وعلى الرغم من ذلك – أو بسبب هذا – لا نعرف كيف نستمتع بأي شئ.
الرأسمالية قائمة على إقناعنا بـ وهم: أن الحياة سباق وأن هنالك اختيارات أحسن في كل مكان حولنا؛ تشتري بيت هناك بيت أفضل وبالتقسيط المريح؛ تشاهد برنامجا؛ هناك برنامج يناقش فكرة أجمل؛ تقرأ كتابا لا هذا الكتاب أفضل منه ونناقشه هنا علي كورا؛ تستعمل مزيل بقع بارسيل؛ هناك إيريل بقوة السوبر مان ويقضي علي البقع! ..

في حين أنني لو قدمت لك صنف حلوي واحد؛ وفي وقت آخر قدمت لك 20 صنفا وطلبت منك اختيار واحد فقط..
مدي سعادتك في الحالة الأولي ستكون أعلي وأكبر؛ والسبب في ذلك أن ضريبة الاختيار الخاطئ عن طريق جلد الذات ولومها لن تقوم بدفعها؛ لأنه لم يكن لديك أي خيار آخر
اختياراتنا تعتمد علي طريقة رؤيتنا للأشياء؛ فحاول أن تعيش حياتك بنفس إيقاعها وتستمتع مؤمنا أنه لا يوجد صح أو خطأ مطلق

 

(5) لعنة المعرفة “لِمَ نعجز عن شرح البديهيات؟!”
هناك تجربة لطيفة قام بها بعض علماء النفس وهي أنهم أتوا بـ طفل صغير في عمر 3 سنوات؛ وأعطوه علبة حلوي وطلبوا منه فتحها .. وحين يفعل ذلك ويزيل الغطاء؛ يكتشف أن ما بداخل العلبة ليست حلوي وإنما في الحقيقة شرائط ملونة! .. يُرجع الطفل هذه الشرائط للعلبة ويغلقها ثم يعيدها للطاولة..
وحين سألوا هذا الطفل:” حين يأتي طفل آخر ما هو الشئ الذي سيظن أنه موجود في الصندوق؟!”..
فيُجيب بكل ثقة: شرائط ….. برغم أن الطفل الجديد حين يأتي سيتوقع أن ما بداخل الصندوق هو حلوي وليس شرائط؛ ولكن معرفة الطفل القديم بذلك “الشرائط داخل الصندوق” جعلته يتوهّم أن الجميع يعرفون ذلك مثله!

ومن هنا يظهر “لعنة المعرفة”: هو مصطلح تم نشره لأول مرة في مجلة الاقتصاد السياسي عام 1989 علي يد ثلاثة اقتصاديين؛ لاحظوا ظاهرة غريبة جدا: وهي قيام بائعوا السيارات في الثمانينات بإساءة تقدير مقدار الأموال التي يمكن ربحها من سياراتهم، لأنهم يعلمون أنّ سيّاراتهم تعاني من مشاكل كثيرة..
ولهذا افترضوا دون وعي أن الزبائن قد عرفوا أيضاً بهذه العيوب! وبالتالي سيقل سعرها ..

لعنة المعرفة باختصار هو انحياز إدراكي تفترض فيه أن الأمر بديهي وأن الآخرين يعرفون ما تعرفه أنت؛ وبالتالي تمتنع عن أن تقول ما لديك أو تكتب ما تعرفه لأنك تفترض مسبقا أن الكل يعرفه!
ثم تتفاجئ بعد ذلك من تفاعل الأشخاص وتعليقاتهم حين ينشر أحد آخر غيرك هذا الكلام: بأنهم لم يكونوا يعرفون هذا! وكم هذا رائع!! … فتعض علي أصابعك ندما؛ ليتني قلته!

كذلك: تجد شخصا من شدة إدراكه وإطلاعه علي التفاصيل؛ حين يريد إيصال معرفته لآخرين يعجز عن تبسيطها ليفهموها؛ فتجدهم مصابين بالعجز عن فهم مراده …. أما هو فيتعجب كيف لم يفهموا كلامي ومصطلحاتي برغم أنها “واضحة وسهلة جدًا” وربما ينعتهم بالغباء والجهل بينه وبين نفسه

ولو كنت تظن أن “لعنة المعرفة” ليست شائعة أو أنها لم تحدث معك شخصيا؛ فـ لتتخيل معي إذن:
كم مرة تجد الدكتور في الكلية أو المُدرّس أثناء شرح شئ صعب؛ ينظر لكم نظرة مستغربة من عدم فهمكم؛ كأنه يقول هذا بديهي!
بعض كُتّاب الروايات لا يخطر علي بالهم أن القرّاء لا يعرفون مصطلحاته أو أن حبكته تحتاج لإيضاح أكثر؛ أو أنهم لن يتخيلوا نفس المشهد الذي يدور في ذهن الكاتب!! ..
لتتخيل حال كريستوفر نولان أثناء كتابته فيلم مثل: “Tenet” أو “Intersteller” أو “Inception”!

في دراسة قامت بها عالمة النفس باميلا هندز؛ أظهرت أنه كلما اعتاد الأشخاص علي دراسة أو استخدام شئ ما؛ كلما زاد خبرتهم وبالتالي يفترضون أن غيرهم “المبتدئين” سيحتاجون وقت قليل جدا لتعلّمه!
لتتضح الصورة أكثر: كم مرة طلب منك صديقك أو أخوك الأصغر منك أن تشرح له هذه المسألة؛ أو تريه كيف يعمل هذا البرنامج..
ثم تبدأ في شرح الخطوات له” تفعل كذا وكذا وكذا” وتجده ساهما؛ أو يخبرك أبطئ قليلا أنا لست مثلك!
أو والدك الذي يطلب منك التعامل مع هذا الهاتف وإخراج رقما منه؛ فـ تشعر بالانزعاج “كيف لا يعرف هذا الأمر السهل؟!”..

مشكلة “لعنة المعرفة” هي مشكلة كبيرة ومنتشرة من حولنا نابعة من كون أن كل ما نعرفه بديهيا والكل يدركه؛ وبالتالي نحكم علي الشخص الذي أمامنا بما لدينا نحن .. أو أننا قبل إيصال الفكرة للحاضرين؛ لا نتخيل حالنا قبل العلم بها!

فقط قل كل ما تعتقد أنه بديهيا حتي ولو كان بديهيًا! .. كذلك أن تناقش شخصا عاديا؛ وتطيل معه النقاش ثم تبدأ بإعادة صياغة طريقتك في الشرح وكذلك الأمثلة حتي تصل فكرتك للحضور!

لعبة المعرفة

(6) نقطة التفوق البسيط:

في كتابه “الفارق البسيط the slight edge” يبدأ جيف أولسون في إزالة بعض المفاهيم الخاطئة؛ وتوضيح مفهوم التفوق.. وأن الفرق بين الناجح وباقي الأشخاص في هذا العالم هو فرق بسيط جدا..
لا يدركه الكثيرون
فيستهل كتابة بـ أن:” مشكلة معظم الناس ليست في نقص المعرفة وإنما في تطبيق هذه المعرفة والعمل بها”..
عصر الانترنت أتاحَ لنا الوصول للمعلومة بسهولة وبمنتهي البساطة؛ فـ من خلال بحث بكلمات بسيطة علي “google”؛ يمكنك أن تصل لآلاف النتائج بسرعة وتحصل علي ما تريد أو المعلومات التي تحتاجها..
وحتي بدون بحث؛ فـ بمجرد تصفحك علي وسائل التواصل الاجتماعي قد تجد شخصا قد قام بمشاركة رابط أو مقال في أمر تحتاجه..
وكـ مثال علي ذلك: لو سألت شخصا لديه مشاكل في التعليم؛ لا يذاكر ولا يذهب للمحاضرات ورسب لمدة سنتين علي التوالي!.. كيف أصبح متوفقا وأحصل علي درجات مرتفعة..
حتي هذا الشخص سيجيبك بالكثير من النصائح علي شاكلة: استيقظ مبكرا؛ كل أكل صحي؛ دوّن ملاحظات أثناء الشرح واذهب للبيت راجعها إلخ .. هو لديه المعرفة الكاملة بمشكلته وحلها؛ لكن لديه نقص في المعرفة..
كذلك شخص لديه مشاكل صحية كثيرة: وزنه زائد ويدخن ويشرب مشروبات غازية وحركاته قليلة؛ وسألته كيف أحصل علي جسم مثالي بلياقة بدنية عالية .. كذلك سيمدك هذا الشخص ببعض النصائح حتي ولو كانت عامة كـ امتنع عن التدخي؛ كل أكل صحي؛ مارس الرياضة..

مما يعني أنه لديه المعرفة .. فـ لو قام بتطبيق هذه النصائح؛ فـ حتما لن يصل لحالته تلك: أي أن المشكلة الأساسية هنا هي عدم تطبيق المعرفة وليست المعرفة في حد ذاتها .. وهذا يأخذنا لسؤال مهم: لماذا لا نقوم بتطبيق هذه المعرفة؟! برغم أننا ندرك أنها مهمة وقاطعة في حياتنا؟!

في الأفلام نري قصة نجاح كبيرة للبطل تتم في وقت قصير جدا؛ يصل فيها البطل من قاع الفشل لقمة النجاح في مدة لا تتجاوز الساعتين؛ وحتي لو أشاروا في هذه الأفلام إلي أن البطل استغرق سنوات لبناء هذا النجاح؛ فـ تجدهم يمررون مشاهد سريعة مع موسيقي تصويرية ثم يكتبون بعد مرور سنوات!! أما لحظة النجاح فيصورونها بتفاصيل أكبر ومن الممكن بالتصوير البطئ .. برغم أن هذا عكس الواقع؛ ولكننا نحبه!
بناء النجاح الذي استغرق سنوات هي فترة طويلة جدا .. بينما لحظة النجاح في فترة قصيرة!
لو سألت الشخص الأخير الذي لديه مشاكل صحية عن خطته لحل هذه المشاكل؛ فسيجيبك بـ خطة مستقبلية مثلما قلنا سابقا .. ولو عدت وسألته متي ستبدأ؟! فـ ستجده يبتسم ويقول: في المستقبل إن شاء الله بسبب كثرة المشاغل!

للأسف هذا الشخص سيقع في فخ التسويف؛ وهو أمر طبيعي جدا .. لأنه حين تضع خطة بها ضغط كبير علي نفسك؛ فالمخرج الوحيد هو التأجيل والتسويف المستمر!

لتفهم هذه النقطة؛ فأكبر مسبب للتسويف هو استعجال النتائج وكذلك الرغبة في تجنب الألم؛ سواء إجهاد ذهني أو بدني أو الخوف من الفشل إلخ .. والذي قد تتسبب فيه الأمور التي نريد القيام بها
وبالتالي في الأمور غير المفروضة علينا أو التي ليس بها حافز أو عائد لحظي مستحب؛ فالنفس تميل لأن لا تري فيها سوي الألم المطلوب لإنجازها وبالتالي تنصرف عنها لأمور العائد اللحظي: تصفح كورا؛ مشاهدة فيديو صدق أو لا تصدق؛ أو فيلم نمر عليه مليون مرة ولا نشاهده ووقت الامتحان فجأة أصبح ممتعا ونريد مشاهدته!لكن المشكلة تبدأ في الأمور المفروضة عليك؛ لأن وقتها يظهر أهم حافز وهو “الخوف”؛ كـ مثال: لو كان لديك فترة 10 أيام قبل الامتحان؛ وتمر الأيام وأنت لا تذاكر.. إذن فكل وقت يمر عليك وأنت لم تبدأ به ففيه مقدار الألم ثابت من وجهة نظرك “أنك لازلت تراه متعبا فتنصرف عنه لشئ آخر”؛ لكن هناك شئ آخر يزيد وهو “مقدار الخوف من عدم إنجاز العمل”..
وحين تأتي اللحظة التي يتساوي فيها مقدار الخوف من عدم إنجاز العمل مع الألم الذي تراه فيه أو يتفوق عليه؛ تجد نفسك فجأة تتوقف عن التسويف وتجري لإنقاذ ما يمكن إنقاذه؛ وعندما تبدأ المذاكرة بالفعل أو العمل المطلوب إنجازه يبدأ مقدار الألم المطلوب لتنفيذ العمل يقل …. وللأسف هذه هي اللحظة التي تكتشف فيها أن الوضع لم يكن بهذه الصعوبة أو السوء الذي كنت تتخيله!! وتلوم نفسك ..

كذلك افتراض أن الدنيا ستصفو وستعطيك الفرصة لتطبيق خطتك؛ هو سذاجة.. لأنه لن يحدث فـ الدنيا مشاغل؛ ولنفترض أنه حدث وأعطتك هذا الوقت الذي تحتاجه لبناء خطتك؛ فـ ستجد نفسك غالبا تميل للراحة وأن تأخذ وقتا مستقطعا من هذا الضغط بدلا من تحميل نفسك بمجهود إضافي آخر! .. وحتي ترتاح ستكون فترة انشغال أخري قد بدأت؛ وهكذا تدور الدائرة!
وحتي لو افترضنا أن هذا الشخص قد بدأ في هذه الخطة؛ فـ الاحتمال الأكبر أنه لن يُكمل؛ لأنه فجأة يريد جسده وعقله أن يبذلا مجهودا هما غير معتادا عليه بالأساس.. وبالتالي ما يحدث أنه غالبا ستتوقف؛ وللأسف ضريبة هذا التوقف أنه في الأغلب يصحبه فكرة أنك شخص فاشل!!
وبالتالي مع الوقت قد يترسخ في عقلك فكرة “استحالة التغيير” وبالتالي ترضي بـ واقعك السئ!

وهذا ما يسمي بـ “quantum lip” وهي المرحلة التي ينتقل فيها الإلكترون من مستوي لآخر بمجرد امتصاص الطاقة في جزء من الثانية! كـ تعبير عن تغيير سريع مفاجئ؛ وسرعان ما يفقد طاقته ويعود لمداره الأصلي!..
ما الحل إذن؟!
صاحب الكتاب يجيبك: “أنك لست شخصا فاشلا؛ ولكن المشكلة أنك تستخدم طريقة خاطئة في طلب التغيير؛ وحالات النجاح فيها قليلة جدا ولها ضريبتها”.. ما هي؟!
الفارق البسيط: وهي أن الفرق بين الناجحين وباقي الأشخاص؛ هي أن الصنف الأول يدرك أن الحياة عبارة عن ماراثون وليست سباق سرعة قصير المدي … أي أن سر النجاح هو الاستمرار في الفعل؛ وليست السرعة والتحميس!

أي أن النجاح هو عبارة عن:”محصلة أفعال بسيطة جدا تتكرر علي مدي فترة زمنية طويلة؛ فتكون نتائجها كبيرة جدا” .. بـ عبارة أخري “قليل دائم خير من كثير منقطع”
أي أن ممارسة الرياضة لمدة خمس دقائق يوميا برغم المشاغل أفضل من الانتظار للذهاب للـ جيم والبدء..
قراءة خمس صفحات كل يوم من كتاب؛ محصلتها أكبر من الانتظار وقراءة كتابا كاملا في يوم..
نصف ساعة في تعلم البرمجة أو الرسم أو غيرهما يوميا؛ أحسن من تعلم كورس كامل في 24 ساعة!..

للأسف هناك مشكلتان كبيرتان يجعلان البعض لا يتقبلان فكرة “قليل دائم!”:
1- هي أنها تعارض طبيعتنا في استعجال النتائج؛ خاصة في عصر السرعة الذي نعيشه؛ كذلك الرغبة في الإشباع الفوري أي الحصول علي عائد فوري سريع “تخسيس وجسم مثالي؛ لايكات وسائل التواصل وغيرهم!”
2- هي الشك في أن توصلك هذه الطريقة للنتائج الكبيرة المطلوبة
فيجيبك الكاتب بـ مبدأ “العائد المركب”!
لو أردنا رسم علاقة بين الزمن ومقدار النتائج التي سنحصل عليها لو طبقنا مبدأ قليل دائم؛ فالكثير منا يتخيل أن العلاقة ستكون طردية .. أي خط يصعد ببطء ؛ وهو ما ينفيه الكتاب لأنه يتجاهل مبدأ “العائد المركب” وحتي تفهم معي المعني..
لنتخيل شخصان متطابقان في كل شئ؛ في الطول والشكل وطريقة الفكر والسن ويعملان في نفس الشركة؛ التي توفر لهما ثلاجة مشروبات غازية وكذلك مكتبة للإطلاع عليها في وقت الراحة..
فقرر أحدهما أن يختار قراءة خمس صفحات من كتاب يوميا؛ والثاني قرر أن يشرب كل يوم عبوة واحدة من الثلاجة.. لو أنك قررت زيارتهما بعد شهر؛ فلن تلاحظ الفرق تقريبا! .. ولكن بعد سنة فـ الفرق كبير:

الشخص الذي قرر أن يقرأ كتابا مفيدا كل يوم لمدة خمس صفحات فقط؛ ستجد أنه بعد سنة واحدة قد قرأ أكثر من 10 كتب؛ بالرغم من أن خمس صفحات يوميا تؤهلك لقراءة خمس كتب في المتوسط خلال السنة! ما السبب؟!
ما حدث أنه بعد مرور شهرين؛ أصبح قراءة خمس صفحات سهلة جدا ولا تحتاج أي مجهود؛ وبالتالي أصبح من السهل عليه زيادة عدد الصفحات ..
أي أن التأثير زاد بشكل خارج عن المتوقع.. كذلك بعض الكتب كانت في مجال تخصصه؛ مما ساعده علي تطوير نفسه في الوظيفة.. وأخري في مجال تطوير الذت والنجاح؛ بالطبع لم يطبق كل مافيها؛ ولكنه طبق القليل منها؛ وهذا القليل مع مرور الوقت والاستمرارية أصبح له عائد كبير

في حين أن الشخص الآخر الذي قرر شرب عبوة مشروب غازي بشكل شبه يومي؛ قد زاد وزنه عن الشخص الأول بأكثر من 10 كيلوجرامات.. في حين أنه من المفترض أن يزداد وزنه بـ مقدار 5 كيلوجرامات فقط!
إلا أن ما حدث أنه: بعد زيادة وزنه بعدد من الكيلوجرامات؛ نشاطه وحركته بدأوا في التراجع وهو ما تسبب في أن زيادة وزنه يصبح أكبر, وبالتالي أكثر كسلا وميلا للخمول وهو ما أثر علي تركيزه ومستواه في العمل..

وهو ما يعرف بالعائد المركب: أي أنه في البداية التطور سيكون بطيئا؛ ولكن سرعان ما ستعتاد ويسهل الشئ؛ فيبدأ منحني صعود النتائج بالارتفاع بشكل كبير؛ وهو ما يجعلك تحقق نتيجة كبيرة في وقت أسرع مما تتخيل..

الآن عرفت السر: فـ لا تنسَ “قليل دائم خير من كثير منقطع”

(7) منحني النسيان:
حتي نفهم كيف ننسي أو لماذا؟! .. علينا أولا أن نعرف ما هي الذاكرة..
لتتخيل أن لديك منظار مقرب وتنظر به إلي مدينة كبيرة واقف أنت خارجها؛ بالتالي ستري ناطحات السحاب والمباني العالية والحدائق؛ ستري التفاصيل الكبيرة .. لكن بالنسبة للشوارع والأشخاص والدهاليز؛ التفاصيل الداخلية فلن تستطيع التقاطها..
وهذا بالضبط هو ما نعرفه عن الذاكرة؛ مجرد أشياء بسيطة؛ لكنها كافية لأن تعيد هيكلة تصورنا القديم عن الذاكرة بأنها أشبه بكومة من المجلدات نحتفظ بها في مكان واحد! …. وتستبدله بـ أن الذاكرة ليست شيئا واحدا وإنما تنقسم لثلاث مراحل؛ وكذلك لا تقع في مكان واحد معين بالدماغ وتعمل فيها مناطق مختلفة بالتزامن مع بعضها..وهو ما يُطلق عليه نموذج “أتكينسون-شيفرين”

الذاكرة الحسية: وهي أن حواسنا كلها لديها قدر من الذاكرة تسمي بـ “الذاكرة الحسية” وتختلف شدتها حسب الحاسة المستخدمة؛ فـ ذاكرة العين مثلا: نصف ثانية؛ وفي خلال النصف ثانية هذه يمكنك أن تتذكر ما رأيته حتي ولو كنت غير مركز..
ذاكرة الأذن: من 3 إلي 4 ثوانٍ؛ وبالتالي بمجرد استماعك لأي شئ في خلال هذه الثوان يمكنك أن تكرره حتي دون أن تركز كذلك..
بدليل أنه في الجامعة حين يراك الدكتور تتحدث مع زميلك؛ فيطلب منك أن تقف وتكرر ما كان يقوله .. وبرغم قلة تركيزك تجد نفسك تكرر آخر جملة قالها هو بسهولة وتستغرب نفسك !! .. المشكلة تبدأ لو قام هذا الدكتور بإغلاق صفحة الشرح أو قلبها؛ ثم سألك ما الذي كان يوجد في آخر هذه الصفحة؟! حينها سيتم طردك تأكد من هذا!!

مخك يأخذ لقطات سريعة لكل العالم من حولك ويعي الأشياء التي تستقبلها حواسك؛ لكن كذلك بإمكانه التفريق بين الأشياء المهمة التي تحتاجها؛ ويتجاهل الكثير من اللقطات الغير مهمة لك في خلال هذه الأربع ثوانٍ

النوع الثاني من الذاكرة هو”الذاكرة قصيرة المدي”: إذن ماذا لو أنك كنت تركز أثناء الشرح؟! أو أن مخك يدرك أهمية هذا الشئ أو تحتاجه أو أنك مررت بموقف غير مألوف: كـ أن تري فيلا يعبر الطريق! .. هنا يتم تمرير هذه المعلومات من الذاكرة الحسّية لتستقبلها ذاكرتك قصيرة الأمد عبر عملية الانتباه هذه!
وتستمر لمدة من 20: 60 ثانية؛ كمتوسط 30 ثانية.. إلا أن لها أهمية كبيرة جدا فـ هي الأكثر استخداما وكذلك التي تعيش معك كل حياتك الحالية؛ فتقوم بتخزين أحداثك الحالية ووضعها في الذاكرة طويلة المدي؛ أو استرجاع المعلومات منها لاستخدامها عند الحاجة؛ كذلك هي ذاكرة الموقف “أين سأخرج اليوم؟! لماذا أتيت للمطبخ؟! أين القلم؛ وهو في يدك؟!” ..
أي من الممكن اعتبارها كـ “وسيط مهم” .. كنوع من الأوراق اللاصقة التي نكتب عليها ملاحظات سريعة
وتنقسم لنوعين: 1- ذاكرة الصور والخرائط
2- ذاكرة الكلمات والأرقام ..
كلما استطعت الربط بين هذين الجزئين معا؛ كلما تحولت الذكريات المؤقتة لدائمة .. ولهذا ستجد أن الشخص الذي يحفظ عبر استخدام السمع والبصر وترديد الكلمات أقوي من القراءة الصامتة .. وأيضا كلما تخيلت المعلومة وربطتها بصورة ورددتها بصوتك ستحفظها بشكل أسهل وأسرع

وبالتالي تقنية قصر الذاكرة هي الأفضل بهذا الصدد؛ ففيها تدرب عقلك علي استغلال الاثنين معا

هذا بخلاف أنهم لاحظوا أن الذاكرة القصيرة بإمكانها حفظ القليل من المعلومات (7+- 2) أشياء كـ حد أقصي بنفس الوقت؛ ألم أقل لك أن رقم سبعة رقم سحري! .. فإما تحويلهم للذاكرة طويلة المدي أو حذفهم
أصحاب الذاكرة قصيرة المدي القوية؛ يكونون أفضل في التخيل وسرد القصص والعلاقات الاجتماعية؛ بل ويجدون ردود سريعة في المواقف المحرجة التي يتعرضون لها؛ لا ينتظرون انتهاء الموقف ولوم النفس ..

الذاكرة طويلة المدي: إذا لم تكرر المعلومة أو تُسجلها في عقلك أو تستخدمها أو تحكي عنها لشخص ما؛ تبدأ ذاكرتك قصيرة المدي في حذفها .. أما لو فعلت؛ فإنها تضعها في الذاكرة طويلة المدي؛ لتبقي هناك معززة مكرمة! وتهبها عمر جديد!
وسعتها لا نهائية؛ ولكنها تمسح الأشياء التي لا تحتاجها أو لا تستدعيها بصورة دائمة أو ليس لها تأثير عاطفي عليك “أول لنقل أنها تقوم بتخزينها في القبو أي مكان أكثر ضبابية؛ يحتاج لإثارته حتي يتذكر”..

طب كيف يتم نقل المعلومة من الذاكرة قصيرة المدي إلي طويلة المدي؛ بمجرد تكرارها أو استخدمها!.. يكون هذا عن طريق جزء في المخ يُدعي الـ “الحُصيْن Hippocampu أو قرن آمون”.. وبالتالي إزالة هذا الجزء من المخ كفيل بجعله أشبه بممحاة؛ تمسح كل ما تراه في غضون عُمر الذاكرة قصيرة المدي!

هذه هي الذاكرة وآليتها! إذن كيف تحدث عملية النسيان نفسها؟!
في كتابه “رقصة القمر مع ألبرت أينشتاين” يسرد الكاتب؛ قصة عالم النفس إيرمان إيبنغهاوس الذي قام بتحليل عملية النسيان؛ ليفهم الطريقة التي تتلاشي بها ذكرياتنا؛ فقضي عدة سنوات وهو يحفظ 2300 كلمة لا معني لها يتكون كل منها من ثلاثة حروف؛ وبعد مدة كان يختبر نفسه ليعرف كم عدد الكلمات والمقاطع التي بإمكانه تذكّرها وعندما قام بوضع النتائج حصل علي منحني النسيان:
مهما كانت عدد المرات التي يحفظ فيها ويعيد التجربة؛ ينسي منها 50% بعد ساعة؛ ثم 10% في اليوم التالي؛ وبعد شهر 14%.. ثم يستقر الباقي في الذاكرة الدائمة ويصبح معدل النسيان أبطأ كثيرا..

الآن عرفت أين الخلل ويمكنك التغلب عليه من خلال ما يعرف بـ طريقة التكرار المتباعد، وهو تكرار المعلومة علي فترات بعد تلقيها وهي نفس الفترات التي يحدث فيها أكبر عملية النسيان..
أول تكرار بعد ساعة
ثم ثان تكرار في اليوم التالي
ثم ثالث تكرار بعد 6 ايام .. المهم هو التكرار وعدم الاعتماد علي المرة الواحدة أو الحفظ بحاسة واحدة #f_A_S